المكتبات ليست مجرد أماكن لحفظ الكتب، بل عوالم كاملة تنبض بالحياة في صمتها. أرفف طويلة تتكدس عليها آلاف العناوين، كل كتاب منها أشبه ببيت يسكنه مؤلف وقارئ وحكاية لا تنتهي. حين تدخل مكتبة، تشعر وكأنك دخلت مدينة، لكن شوارعها من ورق، وبيوتها من كلمات.

في المكتبات تختبئ الذاكرة الإنسانية، من حكايات الأساطير القديمة إلى أحدث العلوم. وكل قارئ يسير بين الأرفف كمسافر يبحث عن طريقه في هذه المدينة الهادئة. لا أصوات عالية، لكن هناك همس خافت من الصفحات حين تُقلب، كأنه موسيقى لا يسمعها إلا من اعتاد الإصغاء.

المكتبات تذكّرنا أن الصمت لا يعني الفراغ، بل قد يكون أكثر امتلاءً من الضجيج. هي مدن صامتة، لكن سكانها بالملايين، يعيشون بين السطور وينتظرون من يفتح أبوابهم.