الأنهار ليست مجرد مجارٍ للمياه، بل هي شواهد صامتة على قصص الشعوب وتعاقب الحضارات. على ضفافها نشأت القرى الأولى، وتأسست المدن، وازدهرت التجارة. في جريانها المتواصل، تحفظ الأنهار أسرار الزمن، كأنها سجلات طبيعية لا تعرف التوقف.
كل موجة صغيرة تحمل في طياتها حكاية: عن طفل لعب على الضفة، أو صياد انتظر رزقه، أو جسر عابر شهد خطوات ملايين البشر. ومع مرور القرون، تبقى الأنهار شاهدة على التحولات الكبرى، من الحروب التي جرت مياهها بالدماء، إلى الأعياد التي انعكست ألوانها على سطحها.
ورغم التغيّرات، تبقى الأنهار مخلصة لدورها، تمنح الحياة للأرض التي تحتضنها، وتمنح السكينة للقلوب التي تتأملها. هي ذاكرة الطبيعة، تذكّرنا دائمًا أن الزمن قد يمضي، لكن أثره لا يزول.