ليست الطرقات مجرد مساحات من الإسفلت أو الحجارة، بل هي ذاكرة صامتة لكل من مرّ فوقها. كل خطوة تترك أثرًا غير مرئي، يتراكم مع الزمن حتى يغدو الطريق دفترًا مفتوحًا لحكايات الناس.
في الطرقات القديمة، تنطق الحجارة بصوت القوافل، وأصوات الباعة، وضحكات الأطفال الذين لعبوا عند الزوايا. أما الطرق الحديثة، فتعكس إيقاع المدن السريعة، وضجيج السيارات، وخطوات العابرين المستعجلين.
ومهما اختلفت أشكالها، فإن الطرقات تشترك في كونها شهودًا أوفياء؛ تعرف أسرار الراحلين، وتحتفظ بذكريات اللقاءات والوداعات. وهي أيضًا الجسر الذي يربط بين الأماكن والقلوب، فلا رحلة تبدأ إلا بخطوة على طريق.
الطرقات تعلمنا أن لكل بداية مسارًا، ولكل مسار قصة، وأننا مهما حاولنا الهروب، فإن الطرق دائمًا تعرف كيف تعيدنا إلى ذواتنا.