حين يقترب الفجر وتبدأ خيوط الضوء الأولى بالتسلل إلى الأرض، تستيقظ الحدائق بطريقة مختلفة عن أي مكان آخر. أوراق الشجر ترتجف بندى الصباح، والزهور تفتح عيونها الصغيرة على وعد جديد بالحياة، فيما العصافير تنسج أولى ألحان النهار.
الحدائق عند الفجر ليست مجرد مساحات خضراء، بل هي قلوب الطبيعة النابضة. في ذلك الوقت، يصبح الهواء أنقى، ورائحة التراب المبلل بالندى أكثر عمقًا، وكأن الأرض نفسها تتنفس بارتياح بعد طول صمت الليل.
الهدوء الذي يخيّم على الحديقة يمنح الزائر لحظة صفاء نادرة؛ فالصوت الوحيد الذي يُسمع هو تغريد طائر، أو خشخشة أوراق تُداعبها نسمة لطيفة. إنها لحظات قصيرة لكنها تكفي لتعيد للروح طاقتها، وللقلب طمأنينته.
الحدائق التي تتنفس مع الفجر تذكّرنا بأن كل يوم هو بداية جديدة، وأن الجمال يكمن في التفاصيل الصغيرة التي قد لا نراها وسط ضجيج النهار.